يناقـش هـذا الكتـاب بصـورة أساسـية رحلـة النـص الماسـورى و الترجمـة السـبعينية و النـص السامرى التى كثيرا ما توصف بالشواهد النصية الثلاثة الرئيســة للتــوراة. إن هــذه النصـوص الثلاثـة تعكـس في الواقـع ثلاثـة نصـوص فقـط ضمـن عـدد كبيـرجـدا مـن نصوص قديمة، يعتقـد البعـض أن جميعهـا يعـود إلى نـص واحـد أو نصـوص أصليـة متعـددة، كذلـك يناقــش مســألة النــص الأصلــى لأســفار التــوراة التــى لا يمكــن أن تحســم بشــكل قاطــع، ٌ حيـث لا توجـد أدلـة متامسـكة تسـاعد علـى الحسـم بيـن الأحتمالات المتاحـة. ً يعـد هـذا الكتـاب واحـدا مـن أهـم المصـادرفي بحـث التـوراة و دراسـتها دراسـة علميـة موضوعيـة مسـتعمًلا منهـج النقـد النصـى، و هـو يخضـع هـذه المنهجيـة لـكل مـا تـم و يتـم اكتشـافه مـن مخطوطـات سـواء أكانـت بالعبريـة أم ترجمات عنهـا. يقدم المؤلف عرضا علميا موضوعيا للتوراة من حيث ترتيب الأسفار ووضع علامات تشكيل النص ، كذلك يعــرض تاريــخ المخطوطــات و تاريــخ النســخ المطبوعــة و بيــان الإضافـات و الإقحامـات و الاختلافـات بـين المخطوطـات و الترجمـات، و بـين المخطوطـات والنسـخ المطبوعـة، بـل و يشيـر إلى الأخطـاء التـى حدثـت في النسـخ المطبوعـة، و يوضـح في ثنايـا هـذا كلـه أن نـص التـوراة الحـالى لا يعكـس النـص الأصلـى للتـوراة، و لذلـك رأى المؤلـف أن يقـدم تاريخـا للنـص و لمراحـل تطـوره و أسـطورة تثبيتـه، كـا يوضـح العلاقـة بـين النقـد النـصى و النقـد الأدبى.